سورة الطور - تفسير تفسير الخازن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الطور)


        


{وأمددناهم بفاكهة} يعني زيادة عما كان لهم {ولحم مما يشتهون} أي من أنواع اللحوم {يتنازعون} أي يتعاطون ويتناولون {فيها} أي في الجنة {كأساً لا لغو فيها} أي لا باطل فيها ولا رفث ولا تخاصم ولا تذهب عقولهم فيلغوا ويرفثوا {ولا تأثيم} أي لا يكون فيها ما يؤثمهم ولا يجري بينهم ما فيه لغو وإثم كما يجري بين شربة الخمر في الدنيا. وقيل: لا يأثمون في شربها.


{ويطوف عليهم} أي للخدمة {غلمان لهم كأنهم} أي في الحسن والبياض والصفاء {لؤلؤ مكنون} أي مخزون مصون لم تمسه الأيدي وقال عبد الله بن عمرو ما من أحد من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألف غلام كل واحد منهم على عمل غير عمل صاحبه وعن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلاً قال يا نبي الله هذا الخادم فكيف المخدوم؟ قال: «فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب».
قوله تعالى: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} يعني يسأل بعضهم بعضاً في الجنة قال ابن عباس: يتذاكرون ما كانوا فيه من الخوف والتعب في الدنيا {قالوا إنا كنا قبل في أهلنا} أي في الدنيا {مشفقين} أي خائفين من العذاب {فمن الله علينا} أي بالمغفرة {ووقانا عذاب السموم} يعني عذاب النار وقيل: هو اسم من أسماء جهنم {إنا كنا من قبل} أي في الدنيا {ندعوه} أي نخلص الدعاء والعبادة له {إنه هو البر} قال ابن عباس: اللطيف وقيل: يعني الصادق فيما وعد. وقيل: البر العطوف على عباده المحسن إليهم الذي عم بره جميع خلقه {الرحيم} بعبيده.
قوله عز وجل: {فذكر} يعني فعظ يا محمد بالقرآن كفار مكة {فما أنت بنعمة ربك} أي برحمته وعصمته وقيل: بإنعامه عليك بالنبوة {بكاهن ولا مجنون} الكاهن هو الذي يوهم أنه يعلم الغيب ويخبر بما في غد من غير وحي والمعنى أنك لست كما يقول كفار مكة أنه كاهن أو مجنون إنما تنطلق بالوحي نزلت في الذين اقتسموا أعقاب مكة يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكهانة والسحر والشعر والجنون {أم يقولون} يعني هؤلاء المقتسمين {شاعر} أي هو شاعر {نتربص به} أي ننتظر به {ريب المنون} يعني حوادث الدهر وصروفه فيموت ويهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء أو يتفرق عنه أصحابه وإن أباه مات وهو شاب ونحن نرجو أن يكون موته كموت أبيه والمنون اسم للموت وللدهر وأصله القطع سميا بذلك لأنهما يقطعان الأجل.


{قل تربصوا} أي انتظروا بي الموت {فإني معكم من المتربصين} أي من المنتظرين حتى يأتي أمر الله فبكم فعذبوا يوم بدر بالقتل والسبي {أم تأمرهم أحلامم} أي عقولهم {بهذا} وذلك أن عظماء قريش كانوا يوصفون بالأحلام والعقول فأزرى الله بعقولهم حين لم تثمر لهم معرفة الحق من الباطل {أم هم قوم طاغون} أي يتجاوزون الحد في الطغيان والكفر {أم يقولون تقوله} أي اختلق القرآن من تلقاء نفسه والتقول التكلف ولا يستعمل إلا في الكذب والمعنى ليس الأمر كما زعموا {بل لا يؤمنون} أي بالقرآن استكباراً ثم ألزمهم الحجة فقال تعالى: {فليأتوا بحديث مثله} أي مثل القرآن في نظمه وحسنه وبيانه {إن كانوا صادقين} يعني إن محمد تقوله من قبل نفسه {أم خلقوا من غير شيء}.
قال ابن عباس: من غير رب خالق. والمعنى: أم خلقوا من غير شيء خلقهم فوجدوا بلا خالق وذلك مما لا يجوز أن يكون لأن تعلق الخلق بالخالق من ضرورة الاسم فإن أنكروا الخالق لم يجز أن يوجدوا بلا خالق {أم هم الخالقون} أي لأنفسهم وذلك في البطلان أشد لأن ما لا وجود له كيف يخلق فإذا بطل الوجهان قامت الحجة عليهم بأن لهم خالقاً فليؤمنوا به وليوحدوه وليعبد وه وقيل: في معنى الآية: أخلقوا باطلاً فلا يحاسبون ولا يؤمرون ولا ينهون أم هم الخالقون أي لأنفسهم فلا يجب عليهم لله أمر {أم خلقوا السموات والأرض} يعني ليس الأمر كذلك {بل لا يوقنون} أي بالحق وهو توحيد الله تعالى وقدرته على البعث وأن الله تعالى هو خالقهم وخالق السموات والأرض فليؤمنوا به وليوقنوا أنه ربهم وخالقهم {أم عندهم خزائن ربك} يعني النبوة ومفاتيح الرسالة فيضعونها حيث شاؤوا وقيل: خزائن المطر والرزق {أم هم المسيطرون} أي المسلطون الجبارون. وقيل: الأرباب القاهرون فلا يكونون نتحت أمر ولا نهي ويفعلون ما يشاؤون.

1 | 2 | 3